ما هي رتوج القولون؟

يحدث داء رتوج القولون (Diverticulosis) عندما تتشكّل الجيوب في جدران أحد أجزاء الجهاز الهضمي، إذ تندفع البطانة الداخلية للقولون (الأمعاء الغليظة) من خلال نقاطٍ ضعيفة في البطانة الخارجية لها، وهذا الضّغط يسبب انتفاخها وتشكّل أكياسًا تتراوح في حجمها من حجم حبة البازيلاء إلى حجمٍ أكبر من ذلك بكثير، وعادةً في تتشكّل هذه الأكياس في الجزء السفلي للقولون.[١][٢]


هل رتوج القولون هي نفس التهاب الرتج؟

لا. يحدث التهاب رتوج القولون (Diverticulitis) إذا أُصيبَ واحد أو أكثر من الجيوب المُتشكّلة بالالتهاب، وهذا يسبب ألمًا شديدًا في البطن يحتاج إلى العلاج، بينما لا يسبب داء رتوج القولون أيّة أعراضٍ على الإطلاق ولن يكون بحاجةٍ إلى العلاج في معظم الأوقات.[١]


ما نسبة انتشار رتوج القولون؟

يعتبر داء رتوج القولون أمرًا شائعًا جدًا بين السكان الغربيين، إذ يحدث عند 10% من الأشخاص فوق سن 40 عامًا وفي 50% من الأشخاص فوق سن 60، ويزداد معدل الإصابة بالرتوج مع التقدّم في العمر، ويصيب تقريبًا كلّ شخصٍ فوق سن 80 عامًا.[٢]


ما أسباب رتوج القولون؟

يعتقد معظم الأطباء أنّ رتوج القولون قد يكون سببها افتقار النظام الغذائي إلى الألياف، مما يؤدي إلى الإصابة بالإمساك، وزيادة الضّغط داخل الجهاز الهضمي مع الإجهاد أثناء التبرّز، وحدوث كلاهما على مدى سنواتٍ عديدة يؤدي إلى الإصابة برتوج القولون.[٣]


ما عوامل خطر الإصابة برتوج القولون؟

تزداد احتمالية الإصابة برتوج القولون في إحدى الحالات التالية:[٢]

  • تجاوز سن الخمسين عامًا.
  • جنس الذكور.
  • السّمنة.
  • تناول نظامٍ غذائي قليل الألياف، أيّ لا يأكل الشخص الكثير من الفواكه والخضروات والفاصوليا والبقوليات والخبز والحبوب أو المكسرات.
  • تناول نظام غذائي غنيّ بالدّهون واللحوم الحمراء.
  • عدم ممارسة الرّياضة والخمول البدني.
  • سوء استخدام الأدوية المسكّنة للألم (NSAIDs)، مثل الأسبرين (Aspirin)، والإيبوبروفين (Ibuprofen) والنابروكسين (Naproxen).
  • التدخين.


ما أعراض رتوج القولون؟

لا تظهر أيّة علاماتٍ أو أعراضٍ على معظم الأشخاص المصابين بداء رتوج القولون،[٤] ولكن إن ظهرت فتتمثّل هذه العلامات والأعراض بما يلي:[٥][٦]

  • آلام أسفل البطن وانتفاخ.
  • الإمساك والإسهال.
  • الدم في البراز.
  • فقر الدم الناتج من النزيف المتكرر.


دواعي مراجعة الطبيب

يجب مراجعة الطّبيب في أقرب وقتٍ ممكن عند المعاناة من أعراض داء رتوج القولون، بالأخصّ عند المعاناة من نزيفٍ أو ألمٍ شديد في البطن.[٧]


كيفية تشخيص رتوج القولون؟

لا يلاحظ معظم الأطباء حالات الإصابة برتوج القولون إلا حين يجرون فحصًا بحثًا لحالاتٍ صحيّة أخرى، وسيتخذ الطبيب هذه الخطوات لتشخيص رتوج القولون:[٢][٨]

  • مراجعة التّاريخ الطبي للمريض: والمتمثّل بطبيعة النّظام الغذائي، وصحّته العامة، والأدوية التي يتناولها، وعدد مرات التبرز.
  • الفحص الجسدي: سيفحص الطّبيب البطن برفق بحثًا عن أيّ ألم فيه، كما أنه سيتفحّص المستقيم بإدخال إصبعٍ مغطّى بقفاز ومُزلّق في المستقيم للتحقق من أيّة مشاكل في فتحة الشرج أو المستقيم، وهو ما يُطلَق عليه بالفحص الرّقمي للمستقيم (Digital rectal exam).
  • تحليل الدم: يتمّ للبحث عن علامات العدوى، مثل ارتفاع عدد كريات الدم البيضاء.
  • تحليل البراز: يتم تحليل عينةٍ من البراز بحثًا عن وجود بكتيريا أو طفيليات غير طبيعية كأسباب محتملة للعدوى، أو ألم البطن، أو نزول الدم في البراز، أو الإسهال.
  • التصوير المقطعي المحوسب: (CT scan)؛ من أجل التقاط صور للجهاز الهضمي.
  • التصوير بالأشعّة: (Barium enema)؛ يتمّ حقن سائل يحتوي على الباريوم في فتحة الشرج، بحيث ينتشر السائل في الجزء الداخلي للقولون، مما يساعد على توضيح أيّة مشاكل في القولون في الأشعة السينية.
  • التنظير السّيني: (Flexible sigmoidoscopy)؛ يتم إدخال أنبوب مرن رفيعٍ مُزوّدٍ بضوء في نهايته داخل المستقيم، ويتم نقله إلى الجزء السفلي للقولون، كما أنّ الأنبوب متصل بكاميرا فيديو، تسمح بفحص القولون السيني والمستقيم.
  • تنظير القولون: (Colonoscopy)؛ يتم إدخال أنبوب رفيع ومرن ومضاء مزوّد بكاميرا، يسمى منظار القولون، من خلال المستقيم إلى القولون، ليتمّ فحص القولون بالكامل بحثًا عن أيّة أنسجة غير طبيعية أو تقرّحات أو قرح أو نزيف أو مشاكل أخرى يمكن أن تسبب تغيّرات في عادات التبرّز أو آلام في البطن، كما يمكن أخذ عيناتٍ من الأنسجة وإزالة الأورام الحميدة خلال هذا الفحص.
  • تصوير الأوعية الدموية: عند المعاناة من نزيف المستقيم السريع والغزير، فإن هذا الفحص يساعد على معرفة مكان النزيف، فخلال هذا الفحص، يتمّ حقن الشرايين التي تغذي القولون بصبغة غير ضارة تسمح بالتّحقق من مكان النزيف.


كيفية علاج رتوج القولون

لا توجد طريقةٌ محددة لمنع تكوّن رتوج القولون الجديدة، ويتمحور العلاج حول تخفيف حدّة الأعراض، والذي يكون على النحو التالي:[٥][٧]

  • التحوّل التّدريجي على مدار بضعة أسابيع إلى نظامٍ غذائي مليء بالألياف الغذائية؛ كالخضروات الخضراء، ونخالة الشوفان، ومكمّلات الألياف مثل سيلليوم.
  • تجنّب تناول بعض الأطعمة: مثل المكسّرات والبذور، بينما تتحسّن الأعراض عند بعض الأشخاص لدى تجنّبهم تناول البقوليات مثل البازيلاء والفاصوليا والذرة الحلوة.
  • استخدام المسهلات: لفتراتٍ قصيرة بهدف علاج الإمساك والوقاية منه.
  • تناول مسكّنات الألم: ومن الأمثلة عليها الباراسيتامول (Paracetamol).
  • التدخّل الجراحي؛ نادرًا ما يتمّ إجراء الجراحة لإزالة أجزاء الأمعاء المُصابة وعند تفاقم الأعراض سوءًا.


الوقاية من رتوج القولون

يعدّ التبرّز المنتظم وتجنب الإمساك والإجهاد أمورًا مهمةً للوقاية من رتوج القولون، ويتحقق هذا بالأمور التالية:[٢][٩]

  • تناول المزيد من الألياف: تسحب الألياف الماء إلى البراز، مما يجعله أكثر طراوةً، بالتالي تسهيل وتسريع حركته عبر القولون.
  • شرب الكثير من الماء: لأن تناول المزيد من الألياف يمتصّ المزيد من الماء، مما يزيد الحاجة إلى كميةٍ أكبر من الماء الذي تشربه للحفاظ على طراوة البراز وحركته.
  • ممارسة الرّياضة يوميًا: تساعد الحركة البدنية الطعام على المرور عبر الأمعاء، لذلك يُنصَح بالتمرّن مدة 30 دقيقة معظم أيام الأسبوع.
  • ما هي كمية الألياف التي يجب أن أتناولها؟




يُوصَى بتناول 14 جرامًا لكلّ 1000 سعرة حرارية يتم استهلاكها يوميًا. فعلى سبيل المثال، عند اتباع نظامٍ غذائي يحتوي على 2000 سعرة حرارية يوميًا، يجب أن يتمّ تناول 28 جرامًا من الألياف كل يوم.




ما هي الأطعمة الغنية بالألياف؟

تشمل الأطعمة الغنية بالألياف ما يلي:[٢]

  • أطعمة الحبوب الكاملة؛ مثل الخبز، والمعكرونة، والبسكويت، والشعير، والأرز البني، ودقيق الشوفان.
  • التوت والفواكه الأخرى.
  • الخضراوات؛ مثل البروكلي، والملفوف، والسبانخ، والجزر، والهليون، والكوسا، والفول.
  • أرز بني.
  • منتجات النخالة المصنوعة من الأرز، والذرة، والقمح، والشوفان، والشعير والجاودار.
  • البازيلاء والفاصوليا المجفّفة المطبوخة.


المراجع

  1. ^ أ ب "What Is Diverticulosis?", www.webmd.com, Retrieved 4/11/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "Diverticulosis and Diverticulitis of the Colon", my.clevelandclinic.org, Retrieved 4/11/2021. Edited.
  3. "Understanding Diverticulosis", www.asge.org, Retrieved 4/11/2021. Edited.
  4. "Diverticulosis and Diverticulitis", medlineplus.gov, Retrieved 4/11/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Diverticulosis and diverticulitis", www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 4/11/2021. Edited.
  6. "Diverticular disease and diverticulitis", www.nhsinform.scot, Retrieved 4/11/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Diverticular disease and diverticulitis", www.nhs.uk, Retrieved 4/11/2021. Edited.
  8. "Diverticular Disease", www.cedars-sinai.org, Retrieved 4/11/2021. Edited.
  9. "Diverticulosis", www.uofmhealth.org, Retrieved 4/11/2021. Edited.