ما هي متلازمة القولون العصبي؟

متلازمة القولون العصبي (IBS - Irritable Bowel Syndrome) هي مجموعة من الأعراض الهضميّة التي تحدث معًا، وتشمل الألم المتكرر في البطن، وتغيّرات في طبيعة التّبرّز والتي قد تكون إسهالًا أو إمساكًا أو كليهما، ومع متلازمة القولون العصبي يعاني المصاب من هذه الأعراض دون أي علامات واضحة للضرر أو المرض في الجهاز الهضمي، وتعد متلازمة القولون العصبي حالةً طبيةً شائعة، وغالبًا ما تشيع لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 45 عامًا.[١][٢]


ما أسباب متلازمة القولون العصبي؟

لا يزال السبب الكامن وراء الإصابة بمتلازمة القولون العصبي غير معروف، ومع ذلك عُثر على العديد من العوامل المُحفزة لنوبات القولون العصبي لدى الأشخاص المعرضين للإصابة بها،[٣] وتشمل هذه العوامل ما يأتي:

  • التهابات الجِهاز الهضمي: غالبًا ما تؤدي نوبة التهاب المعدة والأمعاء (Gastroenteritis) إلى أعراض أمعاء تستمر لفترة طويلة بعد القضاء على البكتيريا أو الفيروس المُسبب لها.[٣]
  • عدم تحمّل الطعام: (Food Intolerance)، يعد ضعف امتصاص سكر اللاكتوز (Lactose) الموجود في منتجات الألبان والعديد من الأطعمة المصنعة المُحفز الغذائي الأكثر شيوعًا للإصابة بمتلازمة القولون العصبي، ومن السكريات الأخرى التي يُعتقد أنها تحفز القولون العصبي أيضًا سكر الفركتوز (Fructose) الموجود في العديد من العصائر، وسكر السوربيتول (Sorbitol).[٣]
  • النظام الغذائي: يمكن أن تؤدي الأنظمة الغذائية منخفضة الألياف إلى تفاقم الإمساك الناتج عن متلازمة القولون العصبي، كما يجد البعض أن الأطعمة الحارة أو السكرية تسبب لهم المشاكل.[٣]
  • الإجهاد العاطفي: يمكن أن تؤثر المشاعر القوية كالقلق أو التوتر في أعصاب الأمعاء لدى الأشخاص المعرضين للإصابة بمتلازمة القولون العصبي.[٣]
  • الأدوية: يمكن أن تؤدي أنواع معينة من الأدوية كالمضادات الحيوية، ومضادات الحموضة، ومسكنات الألم إلى الإمساك أو الإسهال.[٣]
  • فرط نمو البكتيريا المعوية الدقيقة: يشمل ذلك زيادة عددها، أو تغيّر نوعها.[٤]


أعراض متلازمة القولون العصبي

تميل أعراض متلازمة القولون العصبي إلى الظهور والاختفاء بمرور الوقت، ويمكن أن تستمر لأيام أو أسابيع أو شهور في كل مرة، وعادةً ما تُلازم هذه المشكلة صاحبها مدى الحياة،[٥] ومن أعراضها الشائعة ما يلي:[٦]

  • الإسهال الذي غالبًا ما يوصف بأنه شديد.
  • الإمساك.
  • التناوب بين الإمساك والإسهال.
  • آلام أو تقلصات في البطن عادةً ما تكون في النصف السفلي من البطن، وتزداد سوءًا بعد الوجبات، بينما يشعر المصاب بالتحسّن بعد حركة الأمعاء.
  • الكثير من الغازات أو الانتفاخ.
  • براز صلب أو رخو أكثر من المعتاد، ويظهر عادةً على شكل حُبيبات أو براز شريطي مُسطح.
  • بُروز البطن وانتفاخه.
  • ظُهور المخاط في البراز.
  • الشعور بالحاجة المستمرة للتبرز حتى بعد القيام به فورًا.
  • عدم تحمّل الطعام.
  • التعب.
  • القلق والاكتئاب.
  • الحموضة وعسر الهضم.
  • الصداع.




غالبًا ما يكون لدى النساء المصابات بمتلازمة القولون العصبي المزيد من الأعراض خلال فترات الدورة الشهرية.




كيف تُشخّص متلازمة القولون العصبي؟

لتشخيص متلازمة القولون العصبي يبدأ الطبيب باستبعاد اضطرابات الجهاز الهضمي الأخرى التي يمكن أن تسبب أعراضًا مماثلة، ويتعرف على التاريخ الطبي الكامل للشخص المراد فحصه، بالإضافة للفحص البدني الذي يساعد على تحديد مدة وتكرار الأعراض، وللحصول على التشخيص الدقيق للحالة يجب أن تكون مدة الأعراض 6 أشهر على الأقل، كما يجب أن تحدث 3 مرات على الأقل شهريًا، وقد يطلب الطبيب إجراء بعض الاختبارات بما في ذلك اختبارات الدم، أو البراز، أو صور الأشعة السينية (X-rays)، أو الصّور الطّبقيّة (CT Scan).[٧]



لا يمكن للاختبارات التشخيصية المذكورة أعلاه أن تؤكد أو تنفي تشخيص القولون العصبي، ومع ذلك يمكن استبعاد المشاكل الصحية الأخرى عن طريق إجرائها.



علاج متلازمة القولون العصبي

في الواقع لا يوجد علاج لمتلازمة القولون العصبي، ومع ذلك تُستخدم الأدوية للمساعدة على السيطرة على الأعراض، ولكن يوصى بها فقط إذا كانت هناك حاجة فعلية إليها، وقد تكون التغيّرات في نمط الحياة مفيدة أيضًا في السيطرة على الأعراض،[٨] وفيما يلي توضيحًا لذلك:


تغيير نمط الحياة

قد تساعد الخطوات التالية على علاج أعراض متلازمة القولون العصبي وإدارتها:

  • تجنب بدائل السكر في بعض أنواع العلكة، وأطعمة الحميات، والحلويات الخالية من السكر لأنها يمكن أن تسبب الإسهال.[٩]
  • تناول المزيد من الأطعمة التي تحتوي على الشوفان لتقليل الغازات أو الانتفاخ.[٩]
  • عدم تخطي وجبات الطعام وتناول وجبات الطّعام في الوقت نفسه يوميًّا.[٩]
  • تناول الأكل ببطء.[٩]
  • الحد من شُرب الكحول.[٩]
  • تجنب المشروبات الغازية والسكرية كالصودا.[٩]
  • الحد من تناول بعض أنواع الفواكه والخضراوات.[٩]
  • شرب ما لا يقل عن 8 أكواب من السوائل يوميًا.[٩]
  • يمكن أن يقلل تجنب الغلوتين من خطر نوبات القولون العصبي، لذا يمكن تناول المنتجات الغذائية والبدائل الخالية من الغلوتين المتاحة في الأسواق.[٩]
  • تدوين الأطعمة التي يتناولها الشخص يوميًا ليتمكن من معرفة الأطعمة التي تسبب نوبات احتدام القولون العصبي، ومن أكثرها شيوعًا الفلفل الأحمر، والبصل الأخضر، والقمح، وحليب البقر.[١٠]
  • التوقف عن التدخين.[١٠]
  • زيادة النشاط البدني.[١١]
  • تقليل مواقف الحياة المجهدة قدر الإمكان.[١١]
  • الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.[١١]


الأدوية

من الأدوية التي يمكنها أن تساعد على إدارة أعراض القولون العصبي ما يلي:[٨]

  • الأدوية المضادة للتشنج: تساعد على ارتخاء عضلات جدار الأمعاء، مما يُوقف التشنجات المؤلمة.
  • الأدوية المضادة للإسهال: قد يصف الأطباء أدوية للسيطرة على الإسهال، مثل لوبراميد (Loperamide).
  • مكملات الألياف: من الأمثلة عليها السيلليوم (Psyllium)، والذي يمكن استخدامه لعلاج الإمساك وبعض الأعراض الأخرى للقولون العصبي.
  • الملينات: قد تكون فعّالة في علاج الإمساك.
  • زيت النعناع: مضاد طبيعي للتشنج يمكنه إرخاء عضلات الأمعاء، ويستخدم أحيانًا لعلاج أعراض القولون العصبي.
  • البروبيوتيك: قد يساعد البروبيوتيك الموجود في بعض المنتجات كالزبادي، ومشروبات الصويا، والأقراص، والكبسولات على الهضم.
  • مضادات الاكتئاب: إذا كانت الأعراض تتضمن ألمًا أو اكتئابًا فقد يوصي الطبيب بأدوية تُخفف الاكتئاب.


العلاج النفسي

تُخصص العلاجات النفسية للمصابين الذين يعانون من أعراضٍ متوسطةٍ إلى شديدة، خاصةً إذا كانوا يعانون من ضائقة نفسية، ومع ذلك يجب أن يكون المصاب متحمسًا للعلاج، ويرى أنه الخيار المناسب لاحتياجاته الشخصية، وتشمل العلاجات النفسية المستخدمة لعلاج القولون العصبي العلاج النفسي الديناميكي، والعلاج المعرفي السلوكي، والعلاج بالاسترخاء، والعلاج بالتنويم المغناطيسي، وعلاج الارتجاع البيولوجي، علمًا أنه يمكن الجمع بين أكثر من علاج نفسي في آنٍ واحد.[١٢]


مراجعة الطبيب بسبب متلازمة القولون العصبي

تستدعي بعض الحالات المتعلقة بمتلازمة القولون العصبي مراجعة الطبيب؛ كأن يعاني المصاب من تغيّرات مستمرة في عادات التّبرّز، أو وجود علامات أو أعراض أخرى لمتلازمة القولون العصبي، والتي قد تشير إلى حالة أكثر خطورة كالإصابة بسرطان القولون (Colon Cancer)، وتشمل العلامات والأعراض الأكثر خطورةً ما يلي:[١٣]

  • فقدان الوزن.
  • الإسهال ليلًا.
  • نزيف أثناء التّبرّز.
  • فقر الدم الناجم عن نقص الحديد.
  • القيء غير المبرر.
  • صعوبة البلع.
  • الألم المستمر الذي لا يتم تخفيفه عن طريق إخراج الغازات أو حركة الأمعاء.


المراجع

  1. "Irritable Bowel Syndrome (IBS)", niddk, Retrieved 27/10/2021. Edited.
  2. "Irritable Bowel Syndrome", medlineplus, 8/7/2021, Retrieved 27/10/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "Irritable bowel syndrome (IBS)", betterhealth, 31/5/2015, Retrieved 27/10/2021. Edited.
  4. "Symptoms & Causes of Irritable Bowel Syndrome", niddk, 1/11/2017, Retrieved 27/10/2021. Edited.
  5. "What is IBS? -Irritable bowel syndrome (IBS)", nhs, 24/2/2021, Retrieved 27/10/2021. Edited.
  6. Jabeen Begum (18/10/2021), "Irritable Bowel Syndrome (IBS)", webmd, Retrieved 27/10/2021. Edited.
  7. John P. Cunha (5/12/2019), "8 Irritable Bowel Syndrome (IBS) Causes, Symptoms, Diet, and Treatment", medicinenet, Retrieved 27/10/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Irritable bowel syndrome - symptoms and treatment", southerncross, 1/9/2020, Retrieved 27/10/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Yvette Brazier (7/11/2019), "All you need to know about irritable bowel syndrome (IBS)", medicalnewstoday, Retrieved 27/10/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "Irritable Bowel Syndrome (IBS)", clevelandclinic, 24/9/2020, Retrieved 27/10/2021. Edited.
  11. ^ أ ب ت "Treatment for Irritable Bowel Syndrome", niddk, 1/11/2017, Retrieved 27/10/2021. Edited.
  12. "Psychological Treatments", aboutibs, Retrieved 27/10/2021. Edited.
  13. "Irritable bowel syndrome", mayoclinic, 15/10/2020, Retrieved 27/10/2021. Edited.