هل هناك علاج نهائي لالتهاب القولون التقرحي؟

التهاب القولون التقرحي (Ulcerative colitis) هو أحد أمراض الأمعاء الالتهابية (Inflammatory bowel disease)، والذي يتسبب بالتهابات وتقرّحات في الجهاز الهضمي، تظهر أعراضه تدريجيًا، وتكون مزعجةً للمصاب، منها ألم وتشنّجات البطن، والإسهال (قد يكون مصحوبًا بالمخاط أو الدم)، والتعب، والحاجة الملحة للتبرّز،^[١] ولذلك قد يبحث المصابون عن علاج نهائي له؟ فهل هو متوفّر؟

هل هناك علاج نهائي لالتهاب القولون التقرحي؟

للآن لا يوجد علاج نهائي لمعظم حالات التهاب القولون التقرحي، فهو مرضٌ مزمن،^[٢] ولكن تتوفّر علاجات يمكنها التحكّم بالالتهاب، ممّا يُخفف الأعراض، ويُحسّن من حياة المصاب، ويساعده على التحكّم بحالته.^[٣]

ومع ذلك، فهناك عملية جراحية، تتضمّن استئصال القولون وبطانة المستقيم، قد تكون علاجًا نهائيًا لالتهاب القولون التقرحي، ولكنّها ليست مناسبة لكل المصابين به، فالطبيب لن يُوصي بها للحالات الخفيفة أو المتوسطة، لأن لها الكثير من المخاطر، مثل انسداد الأمعاء الدقيقة، وسلس البراز، وفي بعض الأحيان قد تحتاج إلى كيس الفغرة (Ostomy)، وهو كيس يُوضع خارج الجسم لجمع البراز، ولذلك فالطبيب لا يُوصي بالجراحة إلا في الحالات الآتية:^[٤]

• تجربة كل العلاجات الأخرى المتوفرة دون أيّ فائدة.
• حدوث ثقب في القولون.
• النزيف الشديد؛ بسبب المرض (ممّا يضطرّ المصاب لنقل الدم باستمرار).
• الإصابة بسرطان القولون (Colon cancer)، أو امتلاك خطر عالٍ للإصابة به.

إذًا ما الذي يمكن فعله للتحكّم بأعراض التهاب القولون التقرحي؟

قبل أن يُفكر الطبيب بالجراحة، سيُوصي بمجموعة من العلاجات التي قد تساعد على التحكم بأعراض القولون التقرحي، وهي كما يأتي:

الأدوية

عادةً ما يصف الطبيب أدويةً لتخفيف الالتهاب، وبالتالي تقليل أعراض القولون التقرحي، وبالطبع فقد تختلف الأدوية حسب شدة المرض، وقد تتضمّن الآتي:^[٥]

• أمينوساليسيلات (Aminosalicylate)،

غالبًا ما تُوصف لحالات القولون التقرحي الخفيفة إلى المتوسطة.

• الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids)،

لحالات القولون التقرحي المتوسطة إلى الشديدة، أو التي لم تستجب لأدوية الأمينوساليسيلات، ولكنّها لا توصف لفترة طويلة بسبب آثارها الجانبية على المدى الطويل.

• مثبطات المناعة (Immunosuppressants)،

تُوصف عادةً للحالات المتوسطة أو الشديدة، للتخفيف من الأعراض، أو للحالات الشديدة التي يبقى أصحابها في المشفى، ولم يستجيبوا لغيرها من الأدوية.

• الأدوية الحيوية (Biologics)،

للحالات المتوسطة إلى الخطيرة، والتي لم تستجب للأدوية الأخرى، وعادةً ما تعطى في المشفى عبر الوريد، كل 4-12 أسبوعًا، أو حقن كل 1-4 أسابيع.^[٦]

التعديل على النظام الغذائي

لا يوجد نظام غذائي محدّد للمصابين بالقولون التقرحي، فما قد يزيد أعراض أحد المصابين، لا يؤثر على غيره، ولكن كقاعدة عامة، قد يستفيد المصابون ممّا يأتي:^[٧]

• تناول الأطعمة الغنية بالألياف،

مثل الحمص، والعدس، والفاصولياء، والإجاص، والأفوكادو، وخبز أو معكرونة القمح الكامل.^[٨]

• تناول الأطعمة الغنية بفيتامين ج،

مثل التوت، والسبانخ، والبقدونس، والفلفل الحلو أو الفلفل الرومي.

• اتباع نظام غذائي قليل الدهون،

للآن لا يعرف الأطباء تحديدًا لماذا قد يكون هذا النظام مفيدًا للقولون التقرحي، ولكن من المعروف أن الدهون قد تزيد من سوء الإسهال، وهو أحد أعراض هذا المرض.