التهاب القولون التقرحي

التهاب القولون التقرحي (Ulcerative Colitis) إحدى أمراض الأمعاء الالتهابيّة طويلة الأمد، إذ يُصاب فيها القولون والمستقيم بالتهاب، ويمكن أن تتطور التقرحات الصغيرة على بطانة القولون، كما يمكن أن تنزف وتُنتج صديدًا.[١]


ما مدى شيوع التهاب القولون التقرحي؟

التهاب القولون التقرحي حالةً طبيةً شائعة؛ إذ يصيب هو ومرض كرون (Crohn’s Disease) الذي يُعد نوعًا آخرًا من أمراض الأمعاء الالتهابية ما يصل إلى 1 من كل 250 شخصًا في أمريكا الشمالية وأوروبا.[٢]


أعراض التهاب القولون التقرحي

تختلف شدة أعراض التهاب القولون التقرحي من حالةٍ لأخرى بناءً على مقدار التهاب القولون والمستقيم، ومدى شدة الالتهاب، وفي بعض الحالات يعاني المصابون من أعراض تؤثر بدرجةٍ كبيرةٍ على حياتهم اليومية،[١] وتشمل أعراض التهاب القولون التقرحي كلًا مما يلي:[١][٢]

  • إسهال متكرر قد يحتوي على دم، أو مخاط، أو صديد.
  • آلام في البطن.
  • الشّعور المُستمر بحاجة إلى إفراغ الأمعاء (التّبرّز).
  • التعب الشديد.
  • فقدان الشهية.
  • فقدان الوزن.
  • الغثيان.
  • فقر الدم.
  • تأخر النمو أو ضعفه عند الأطفال.
  • الحُمّى (أعراض لاحقة عندما تتقدّم الحالة).
  • طفح جلدي (أعراض لاحقة عندما تتقدّم الحالة).
  • تقرحات الفم (أعراض لاحقة عندما تتقدّم الحالة).
  • ألم المفاصل (أعراض لاحقة عندما تتقدّم الحالة).
  • عيون حمراء مؤلمة (أعراض لاحقة عندما تتقدّم الحالة).
  • مرض الكبد (أعراض لاحقة عندما تتقدّم الحالة).
  • فقدان السوائل والعناصر الغذائية (أعراض لاحقة عندما تتقدّم الحالة).


أنواع التهاب القولون التقرحي

غالبًا ما يُصنّف الأطباء التهاب القولون التقرحي وفقًا لموقعه،[٣] وفيما يلي توضيحًا لذلك:

  • التهاب المستقيم والقولون السيني: (Proctosigmoiditis)، يشمل الالتهاب المستقيم والقولون السيني؛ وهو الطرف السفلي من القولون، ومن أعراضه الرئيسية الإسهال الذي يُصاحبه دم، وتشنجات وألم في البطن، وعدم القدرة على التّبرّز، على الرغم من الرغبة في القيام بذلك.[٣]
  • التهاب القولون في الجانب الأيسر: (Left-Sided Colitis)، يمتد الالتهاب من المستقيم إلى الأعلى من خلال القولون السيني والقولون النازل، وتشمل أعراضه إسهالًا دمويًا، وتشنجًا في البطن، وألمًا في الجانب الأيسر، والشّعور الملح للتغوط.[٣]
  • التهاب القولون الشامل: غالبًا ما يؤثر هذا النوع في القولون بأكمله، ويُسبب نوبات من الإسهال الدموي التي قد تكون شديدة، وتشنجات وألمًا في البطن، وإرهاقًا، وفقدانًا كبيرًا للوزن.[٣]
  • التهاب القولون التقرحي الحاد:يؤثر هذا النوع النادر في القولون بأكمله، ويُسبب ألماً شديداً، وإسهالاً حاداً، ونزيفاً، وارتفاعًا في درجة الحرارة.[٤]
  • التهاب المستقيم التقرحي: يقتصر الالتهاب على المنطقة الأقرب إلى فتحة الشرج والتي تُسمى المستقيم، وقد يكون نزيف المستقيم هو العلامة الوحيدة للمرض.[٣]


أسباب وعوامل خطر التهاب القولون التقرحي

يحدث التهاب القولون التقرحي عندما يُهاجم جهاز المناعة عن طريق الخطأ الطعام، وبكتيريا الأمعاء النافعة، والخلايا التي تُبطّن القولون، مما يُسبب الالتهابات والقروح، ولا يزال الأطباء غير متأكدين من سبب الإصابة بهذه الحالة، وقد تلعب الجينات دورًا في حدوث ذلك؛ إذ ينتشر المرض أحيانًا في العائلات،[٤] وتتضمن عوامل الخطر الأخرى التي يمكن أن تؤثر في خطر الإصابة بالتهاب القولون التقرحي ما يلي:

  • العمر: إذ إنّ المرض أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 - 30 عامًا، أو أكبر من 60 عامًا.[٤]
  • تاريخ العائلة الطبي: يمكن أن تكون احتمالية الإصابة بالمرض أعلى بنسبة 30% إذا كان هناك قريب مصاب به.[٤]
  • تناول بعض الأدوية: يزيد استخدم الأدوية المُسكنة للألم بشكلٍ متكرر كالإيبوبروفين من فرصة الإصابة بالمرض.[٢]



لا يتسبب الطعام والتوتر في حدوث التهاب القولون التقرحي.




تشخيص التهاب القولون التقرحي

تهدف طرق تشخيص التهاب القولون التقرحي إلى تأكيد التشخيص، وتحديد مدى شدة الالتهاب، ومدى إصابة الأمعاء الغليظة، واستبعاد المشاكل الطبية الأخرى كالالتهابات، أو متلازمة القولون العصبي، أو مرض كرون، والتي قد تسبب أعراضًا مشابهة لأعراض التهاب القولون التقرحي،[٥] وفيما يلي توضيحًا لطرق تشخيص التهاب القولون التقرحي:[٥]

  • الفحص البدني: أثناء الفحص البدني قد يقوم الطبيب بالاستماع إلى الأصوات داخل البطن، ويضغط عليه، وقد يُجري كذلك فحص المستقيم الرقمي للتحقق من وجود دم في البراز.
  • تحاليل الدم: يستخدم الطبيب اختبارات الدم للتحقق من علامات التهاب القولون التقرحي ومضاعفاته كفقر الدم، كما يمكن أن تُظهر علامات العدوى أو أمراض الجهاز الهضمي الأخرى.
  • تحليل عينة البراز: يتحقق هذا الاختبار مُستخدمًا عينة صغيرة من البراز من وجود أي بكتيريا غير طبيعية في الجهاز الهضمي قد تُسبب الإسهال، بالإضافة لمشاكل أخرى كالنزيف أو العدوى.[٦]
  • حقنة الباريوم الشرجية: (Barium enema)، يقوم الطبيب خلالها بتمرير سائل يُسمى الباريوم عبر القولون لإظهار أي تغيّرات فيه.[٧]
  • التنظير: ويتضمّن ذلك كُل من التّنظير السيني (Sigmoidoscopy)، وتنظير القولون (Colonoscopy).[٧]
  • الصّور: مثل الصّورة الطّبقيّة وصورة الأشعة السينيّة للبطن أو الحوض.[٧]
  • الخزعة: يأخذ الطبيب عينة من الأنسجة أو الخلايا من بطانة القولون لفحصها مجهريًا.[٦]


علاج التهاب القولون التقرحي

يُركز علاج التهاب القولون التقرحي على السيطرة على النوبات الحادة، ومنع تكرارها، ومساعدة القولون على التعافي، وخلال النوبة الشديدة قد يحتاج المصاب إلى تلقي العلاج في المستشفى، وقد يصف له الطبيب أدوية الكورتيزون، كما قد يُعطى مغذيات من خلال الوريد،[٨] وتشمل طرق علاج التهاب القولون التقرحي ما يلي:


النظام الغذائي الصحي

قد تؤدي أنواع معينة من الأطعمة إلى تفاقم أعراض الإسهال والغازات، وقد تكون هذه المشكلة أكثر حدة في أوقات المرض النشط، وتشمل الخيارات التغذوية المقترحة لهذه الحالة ما يلي:[٨]

  • تناول كميات صغيرة من الطعام على مدار اليوم.
  • شرب كميات صغيرة وأكثر تكرارًا من الماء طوال اليوم.
  • تجنّب الأطعمة الغنية بالألياف كالنخالة، والفول، والمكسرات، والبذور، والبوشار.
  • تجنّب الأطعمة الدهنية أو المقلية، والصلصات كالزبدة، والسمن، والكريمة الثقيلة.
  • الحدّ من استهلاك منتجات الألبان إذا كان المصاب يعاني من عدم تحمل اللاكتوز (Lactose Intolerance).


إدارة التوتر

قد يشعر المصاب بالتهاب القولون التقرحي بالقلق أو الإحراج أو الاكتئاب، ويمكن أن تتسبب الأحداث المجهدة الأخرى في الحياة في تفاقم مشاكل الجهاز الهضمي، لذا تُساعد إدارة التوتر والضغط النفسي على السيطرة على المرض وأعراضه.[٨]


الأدوية

هناك أنواع قليلة من الأدوية المستخدمة لعلاج التهاب القولون التقرحي، وتشمل ما يلي:[٩]

  • الأمينوساليسيلات: (Aminosalicylates)، عادةً ما تكون الأمينوساليسيلات النوع الأول من الأدوية الموصوفة لالتهاب القولون التقرحي، وتعمل هذه الأدوية عن طريق تقليل الالتهاب مباشرةً في الجهاز الهضمي، ويمكن تناولها باستمرار.
  • أدوية الكورتيزون: (Corticosteroids)، تُستخدم هذه الأدوية لعلاج نوبات المرض، وتعمل معظم أنواعها عن طريق قمع جهاز المناعة بأكمله، لذا يمكن أن يكون لها آثار جانبية شديدة، وبالتالي يجب عدم تناولها لفتراتٍ طويلة.
  • أدوية تثبيط جهاز المناعة: (Immunomodulators)، تحدّ هذه الأدوية من الالتهاب عن طريق تثبيط جهاز المناعة، وعادةً ما تُستخدم فقط عندما لا تكون الأمينوساليسيلات وأدوية الكورتيزون كافيةً لإدارة المرض.
  • العلاج البيولوجي: (Biologic Therapy)، هي أحدث أنواع الأدوية المستخدمة لعلاج التهاب القولون التقرحي، وتُستخدم فقط عندما لا تكون العلاجات الأخرى فعّالة.
  • أدوية أخرى: قد تشمل الأدوية الأخرى المضادات الحيوية، وبعض مسكنات الألم.


الجراحة

قد تكون الجراحة ضرورية إذا كان الجسم لا يستجيب جيدًا للأدوية، أو إذا كان هناك مضاعفات خطيرة تتطلب علاجًا عاجلاً، ومن العمليات الجراحية الأكثر شيوعًا لعلاج التهاب القولون التقرحي إزالة المستقيم والقولون بالكامل.[٩]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Overview -Ulcerative colitis", nhs, 23/1/2019, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Ulcerative Colitis", clevelandclinic, 23/4/2020, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Ulcerative colitis", mayoclinic, 23/2/2021, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث Minesh Khatri (5/11/2019), "Ulcerative Colitis (UC)", webmd, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Diagnosis of Ulcerative Colitis", National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases (NIDDK), 9/2020, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Ulcerative Colitis", cedars-sinai, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت Adam Felman (15/8/2021), "What to know about ulcerative colitis", medicalnewstoday, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت "Ulcerative colitis", medlineplus, 8/10/2021, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  9. ^ أ ب Ingrid Strauch (1/9/2021), "What Is Ulcerative Colitis? Symptoms, Causes, Diagnosis, and Treatment", everydayhealth, Retrieved 21/10/2021. Edited.