إن فهم العلاقة ما بين القولون العصبي والنفسية مهم لوصف العلاج المُناسب لكلا الحالتين إذا تطلّب الأمر ذلك، كون أنه في بعض الحالات يُمكن للحالة النفسية أن تُفاقم أعراض القولون العصبي، أو أن أعراض القولون العصبي في حال عدم التحكُّم فيها يُمكن أن تؤثر سلباً في النفسية.[١]


العوامل النفسية والقولون العصبي

بعض الأشخاص المُصابين بالقولون العصبي يشكون من أعراض نفسية مثل المزاج المُكتئب أو القلق، وهذه الأعراض النفسية عادة ما تظهر عند الأشخاص ذوي الحالات الشديدة من القولون العصبي،[٢]


وأظهرت الدراسات بأن حوالي 60% من المُصابين بالقولون العصبي تنطبق عليهم أعراض مرض نفسي أو أكثر.[٣]


ويُجدر بالذكر بأن أعراض القولون العصبي يُمكن أن تُسبب نوعاً من الضيق والانزعاج والذي يُمكن أن يُشابه أعراض الاكتئاب، حيث إن بعض الأشخاص يشعرون بالقلق الشديد تجاه الإسهال أو الإمساك الذي يُرافق القولون العصبي بحيث يتجنّب الذهاب للعمل، أو المدرسة، أو المواقف الاجتماعية.


وقد يُركِّز المُصاب على أعراض القولون العصبي بحيث ينسى ممارسة الأنشطة التي كان يُحبُّها سابقاً، مما قد يُسبب له القلق والأرق المُستمر، وكُل هذا يُشابه أعراض الاكتئاب.


ومن جهة أخرى، يُمكن للمرض النفسي أن يؤثر في كيفية علاج الأشخاص لأعراض القولون العصبي، كون أنهم قد يشعرون بقلّة الحيلة تجاه مرضهم، أو بفقدان الأمل تجاه تعافيهم أو تحكُّمهم في أعراض القولون العصبي، بالإضافة إلى أن الحالة النفسية السيئة تزيد من أعراض القولون العصبي سوءاً.[٤]


العلاقة ما بين المُخ والأمعاء

بالرغم من أن مرض القولون العصبي لم يُفهم بشكل تام، إلا أنه بحسب الدراسات فإن أعراض القولون العصبي تظهر بسبب وجود خلل في الإشارات ما بين المُخ والأمعاء، وقد تحدث هذه المشاكل نتيجة وجود مشاكل في بكتيريا الأمعاء، أو بسبب وجود مشاكل عصبية أخرى في الأمعاء، حيث إن هذه المشاكل تؤثر سلباً في النواقل العصبية في الدماغ وبالتالي التأثير السلبي على النفسية.[٥]


هُناك العديد من النظريات التي تربط ما بين القولون العصبي، والقلق، والتوتر، نوضِّحها كالتالي:[٦]

  • بالرغم من أن الحالة النفسية قد لا تؤثر بشكل مُباشر على الأمعاء، إلا أن الأشخاص المُصابين بالقولون العصبي أكثر حساسية تجاه المواقف النفسية العصيبة.
  • عند الإحساس بمشاعر قوية، مثل القلق الشديد، أو التوتر الشديد، أو الاكتئاب، فإن ذلك يُطلق العديد من الإشارات الكيميائية المُرتبطة بالألم، والتي قد تؤثر في الأمعاء، مما يُسبب ألم القولون.
  • القولون العصبي يُمكن أن ينتج عن مشاكل في جهاز المناعة، والذي يتأثر بالنفسية السيئة.


نصائح لتخفيف أعراض القولون العصبي الناتجة عن النفسية

بسبب تأثر الأمعاء والدماغ ببعضهما، فيُمكن لاتباع بعض النصائح والإرشادات لتخفيف أعراض القولون العصبي الناتجة عن النفسية، وتتضمن:[٧][٨]

  • ممارسة تمارين الاسترخاء، مثل اليوغا، والتأمل، وتمارين الإطالة.
  • العلاج السلوكي: والذي يُساعد على تعلُّم طُرق جديدة للتعامل مع المشاعر السلبية بحيث لا تُفاقم أعراض القولون العصبي.


ومن المُهم تذكُّر التالي:[٩]

  • ليس كُل المُصابين بالقولون العصبي من الضروري أن يُصابوا بمشاكل نفسية.
  • المشاكل النفسية ليست السبب الأساسي للإصابة بالقولون العصبي.
  • يُمكن للعوامل النفسية أن تُعالج أو تُفاقم أعراض القولون العصبي.

المراجع

  1. "ibs-and-depression", mindsethealth. Edited.
  2. "psychological-factors-and-ibs", aboutibs. Edited.
  3. "stress-anxiety-ibs", webmd. Edited.
  4. "irritable-bowel-syndrome-ibs-depression", webmd. Edited.
  5. "irritable-bowel-syndrome-anxiety-mental-health", psycom. Edited.
  6. "stress-anxiety-ibs", webmd. Edited.
  7. "manage-irritable-bowel-syndrome-ibs-brain", clevelandclinic. Edited.
  8. "how-does-irritable-bowel-syndrome-ibs-affect-your-mental-health", healthwaymedical. Edited.
  9. "psychological-factors-and-ibs", aboutibs. Edited.