يعدّ تكوّن الغازات في الجهاز الهضمي وبالأخصّ القولون أمرًا طبيعيًا، إذ يُخرِج الشخص البالغ الغازات ما يُقارِب 13-21 مرّة في اليوم بشكل طبيعي، ولكن إذا تراكمت الغازات في الأمعاء وكان من الصّعب التخلّص منها، فقد ينجم عن ذلك مشكلة صحية وشعور بالألم والانزعاج والإحراج، مما يتطلّب البحث عن حلول وعلاجات لها، سنتطرّق إليها في المقال.[١]
علاج غازات القولون
في حال كانت آلام الغازات ناتجة عن مشكلة صحية، فإن علاج الحالة الأساسية يوفّر الراحة من تراكم الغازات بشكلٍ كبير، ومن ثمّ لا بدّ من التطرّق خطّةٍ علاجية متمثّلةً الالتزام بحميةٍ غذائية متوازنة، أو تغيير عادات الحياة اليومية، أو التدخّل الدوائي واستخدام الأدوية والأعشاب، وهو ما سنوضّحه على النحو التالي:[٢]
تغيير عادات النظام الغذائي اليومية
هنالك مجموعة من السلوكيات الغذائية التي تساعد على التّخفيف والتخلّص من الغازات التي ينتجها الجسم، بالإضافة إلى أنواع الأطعمة التي يُنصَح بتجنّب تناولها، ومن أبرز هذه السلوكيات:
- التقليل من الأطعمة الغنية بالألياف: والتي تشمل؛ الفاصولياء، والبصل، والبروكلي، والملفوف، والقرنبيط، والخرشوف، والهليون، والإجاص، والتفاح، والخوخ، والقمح الكامل، والنخالة، فمن خلال التجربة يمكن تحديد الأطعمة شديدة التأثير، ففي البداية يجب تجنّب تناولها لبضعة أسابيع ثم إضافتها بشكلٍ تدريجي إلى النظام الغذائي، ولا بدّ من استشارة الطبيب للتأكد من الحصول على كميةٍ كافية من الألياف.[٢]
- التخفيف من منتجات الألبان: ويمكن تجربة بدلاً منها منتجات الألبان الخالية من اللاكتوز، أو منتجات الألبان التي تحتوي على إنزيم اللاكتيز للمساعدة في عملية الهضم، والتقليل من تكوّن غازات القولون.[٣]
- التخلُّص من بدائل السكر أو التقليل منها قدر الإمكان.[٣]
- تجنّب الأطعمة المقلية أو الدسمة: والتي تؤخّر إخراج الغازات من الأمعاء، وبالتالي يساعد تجنّب هذه الأطعمة على التخفيف من غازات القولون.[٣]
- تجنب تناول المشروبات الغازية، أو التقليل منها.[٤]
- شرب كميات كافية من الماء: إذ يعمل الماء على تسهيل عملية الهضم، وتنظيم عمل الجهاز الهضمي، والتقليل من الإمساك، والتخلّص من الغازات أيضًا.[٤]
- المكمّلات الغذائية الغنية بالألياف: إذا كنتَ من مستخدمي هذه المكملات تحدّث إلى طبيبك ليحدد لكَ النوع والكمية المناسبة منه.[٤]
تقليل ابتلاع الهواء
يعدّ ابتلاع الهواء بشكل مُفرط من الأسباب الشّائعة لتكون غازات القولون، لذلك يُنصَح تجنب الممارسات التي تُسبّب ابتلاع كمياتٍ كبيرة من الهواء مثل:[٣]
- مضغ العلكة.
- تناول الحلوى الصلبة.
- ارتداء أطقم أسنان غير مُلائمة.
- تناول الطعام بسرعة، وبدلاً من ذلك مضغه بشكلٍ جيد.
استخدام الأعشاب الطّبيعية
من أبرز الأعشاب المُستخدمَة للتقليل من الغازات ما يلي:[٥]
- النعناع.
- البابونج.
- القرنفل.
- إكليل الجبل.
العلاجات الدوائية
يمكن اللجوء إلى بعض العلاجات الدّوائية التي لا تحتاج إلى وصفةٍ طبية للتخفيف من انزعاج غازات القولون،[٦] وتشمل:
- ألفا غالاكتوزيداز: (Alpha-galactosidase)؛ تُساعد هذه الأدوية على هضم الكربوهيدرات الموجودة في الخضراوات، ويُنصَح بتناولها قبل وجبات الطعام مباشرة ومن الأمثلة عليها بينو (Beano).[٧]
- مكمّلات اللاكتيز: (Lactase supplements): تُساعد على هضم سكر اللاكتوز الموجود في الألبان، مما يحدّ تشكّل غازات القولون، مع ضرورة استشارة الطبيب قبل استخدام هذه المكملات في حالات الحمل أو الرّضاعة.[٧]
- دواء سيميثيكون: (Simethicone)؛ مثل ديفلات (Deflat)، يُحطّم هذا الدواء فقاعات الغاز الموجودة في المعدة، ويُسهّل خروج الغازات من الجسم، وتجدر الإشارة إلى قلة الأدلة التي تُثبت فعالية دواء سيميثيكون في تخفيف الغازات.[٨]
- الفحم النشط: (Activated charcoal)؛ يُقلل من كميّة الغازات المتكوّنة في القولون، ولكنّه قد يتداخل مع قدرة الجسم على امتصاص الأدوية ومن الأمثلة عليه.[٧]
- البروبيوتيك: (Probiotics)؛ نتكون من البكتيريا النافعة التي تُشبه في عملها البكتيريا الموجودة في الأمعاء، والتي تتوافر على شكل مكملاتٍ غذائية، أو تتواجد ضمن بعض الأطعمة، مثل زبادي اللبن، فتحدّ من الغازات وتدعم عملية الهضم. [٩]
ومن العلاجات الدوائية التي تحتاج إلى وصفة طبية هي المضادات الحيوية، وذلك للتخلّص من البكتيريا الزائدة في الأمعاء، وقد يصرف الطبيب الأدوية المناسبة للأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي، إذ إنّ غازات القولون من الأعراض الرئيسية لهذا المرض.[١٠]
لا يوجد علاجٌ واحدٌ يناسب جميع الأشخاص، فلا بدّ من الصبر والتجربة للوصول إلى العلاج الأنسب والارتياح من الغازات.
الوقاية من غازات القولون
يمكنك القيام ببعض الأمور البسيطة التي تقلل تجمّع الغازات، ومن هذه الأمور ما يلي:[١١]
- تجنّب الإفراط في تناول الطعام.
- التحقق من أطقم الأسنان الخاصة بك، فقد يتسبب تركيب طقم الأسنان غير المناسب في ابتلاع الهواء الزائد عند تناول الطعام والشراب.
- الإقلاع عن التدخين، لأنه يؤدي إلى استنشاق كمياتٍ كبيرة من الهواء، الأمر الذي يزيد فرص تشكّل الغازات.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام؛ فهي تحافظ على أداء الجهاز الهضمي الطّبيعي، وتحمي من الانتفاخ.
دواعي مراجعة الطبيب
يجدر مُراجعة الطبيب في حال كانت آلام الغازات مستمرة أو شديدة، لدرجة أنها تتعارض مع القدرة على ممارسة نشاط اليوم بشكل طبيعي، إذ إنّ هذه الآلام والغازات قد تشير لحالاتٍ طبية أخرى أكثر خطورة، كما يُنصَح بمراجعة الطبيب عند التعرّض لأيّ مما يلي:[٤]
- براز مصحوب بالدم.
- تغيُّر في قوام البراز.
- تغيُّر في طبيعة الإخراج.
- فقدان الوزن.
- المعاناة من الإمساك أو الإسهال.
- الشعور بالغثيان بشكل مستمر أو متكرر.
المراجع
- ↑ "Wind -- problems with intestinal gas", nih, Retrieved 27/10/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Treatment for Gas in the Digestive Tract", nih, Retrieved 27/10/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Treatment of Gas", iffgd, Retrieved 27/10/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Gas and gas pains", mayoclinic, Retrieved 27/10/2021. Edited.
- ↑ "8 tips to get rid of gas and accompanying symptoms", healthline, Retrieved 27/10/2021. Edited.
- ↑ "Gas and gas pains", stclair, Retrieved 27/10/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Symptoms and Treatment of Intestinal Gas", www.verywellhealth.com, Retrieved 16/11/2021. Edited.
- ↑ "A randomized double-blind placebo-controlled clinical trial on efficacy and safety of association of simethicone and Bacillus coagulans (Colinox®) in patients with irritable bowel syndrome", pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 16/11/2021. Edited.
- ↑ "Home Remedies for Gas and Bloating", everydayhealth, Retrieved 27/10/2021. Edited.
- ↑ "Gas and Gas Pain", clevelandclinic, Retrieved 27/10/2021. Edited.
- ↑ "Intestinal Gas", badgut, Retrieved 27/10/2021. Edited.